الاثنين 08 سبتمبر 2025 - 7:11 AM بتوقيت عدن

خاطبنَ الضمير الإنساني الحي.. جنوبيات ارفعوا الحصار القاتل عن أطفال ونساء غزة

2025/08/06
خاطبنَ الضمير الإنساني الحي..  جنوبيات ارفعوا الحصار القاتل عن أطفال ونساء غزة

شقائق/ تقرير / فتحية علي

 

 

مشاهد مأساوية تدمي عين وتجرح قلب كل من لديه ضمير إنساني حي، أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة بفلسطين يواجهون أبشع صور القتل والتعذيب، أما بالرصاص الحي أو بالقنابل والصواريخ والطائرات الحربية والمسيرة، أو بالتجويع بمنع وصول المساعدات الإنسانية الغذائية ومياه الشرب والأدوية ومستلزمات الأطفال إليهم، وإذا ما وصلت المساعدات إلى مكان محدد يتم منع أهل غزة الجياع المنهكين من الوصول إليها، بإطلاق الرصاص عليهم وعلى كل شيء يتحرك.

فإسرائيل أو الصهاينة المغضوب عليهم، المتعارف عنهم في السير والقصص المأثورة قتلهم الأنبياء والمرسلين، والغدر والخيانة، يتبنون حرباً عقائدية مبنية على إبادة الأعراق والديانات الأخرى في كل زمان ومكان. ولقد ظهر هذا الفعل جلياً في الحرب التي يقودونها اليوم ضد العزل المسالمين في قطاع غزة بفلسطين.
فمنذ 7 أكتوبر 2023م ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي مباشر عسكري وسياسي، إبادة جماعية بقطاع غزة، تشمل القتل المباشر والتجويع والتدمير والتهجير القسري، غير مبالية بالمناشدات الدولية والأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية، القاضية بوقف الإبادة وتقديم مجرمي الحرب يتقدمهم بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه غالانت إلى العدالة.

وخلفت الإبادة أكثر من 197 ألف قتيل وجريح في القطاع المنكوب، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال والنساء الحوامل.

قلوب أقسى من الحجارة:

لقد وصف الله عز و جل قلوب بني إسرائيل في القران الكريم بأنها أقسى من الحجارة، وذلك في قوله تعالى: "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۖ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ". 
وتفسير هذه الآية هو أن الله تعالى يصف قسوة قلوب بني إسرائيل بعد أن رأوا المعجزات، بأنها أصبحت أشد قسوة من الحجارة، حتى أن بعض الحجارة تتفجر منها الأنهار، وبعضها يتشقق فيخرج منه الماء، وبعضها يهبط من خشية الله، مما يدل على أن قلوبهم أشد قسوة من الحجارة التي تتأثر أحياناً ببعض العوامل الموضوعية والذاتية.

ولقد شاهدنا ذلك الوصف الرباني الدقيق بأم أعيننا، شاهدنا أفعالاً إجرامية لا يقوم بها إلا من لديه قلب أقسى من الحجارة، قلب منزوع الرحمة والإنسانية، حيث تضرب قوات الاحتلال الإسرائيلي حصاراً وقيوداً على دخول المساعدات الإنسانية، مستخدمة الرصاص الحي والقصف الجوي ضد المصطفين لاستلام المساعدات الغذائية، لإجبارهم على الاختيار بين الموت جوعاً أو رمياً بالرصاص أو التهجير القسري.

وبحسب مصادر طبية بقطاع غزة، فإن حصيلة الفلسطينيين الذين قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات قرب مراكز التوزيع، منذ 27 مايو 2025م حتى يوليو الجاري، تجاوز 900 قتيل وأكثر من 5 آلاف مصاب، مع تأكيد الأمم المتحدة أن عشرات الآلاف من الأطفال والنساء يحتاجون إلى علاج عاجل، في وقت تدخل فيه القطاع كميات شحيحة من المساعدات.

وأفاد الدفاع المدني في القطاع بأنه يرصد تزايد حالات وفاة الأطفال الرضع، نتيجة الجوع الحاد وسوء التغذية، لا حليب، ولا رعاية صحية. أطفال يموتوت جوعاً وآخرون يتضورون وأمهات منهكات غير قادرات على الوقوف لخدمة أولادهن، وقد بدت علامات الجوع الشديد والشحوب والشيخوخة المبكرة على وجوههن.

2 مليون فلسطيني تحت رحمة بني صهيون:

يوماً بعد يوم تتفاقم معاناة 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، ممن يعيشون تحت رحمة بني صهيون. انعدام الأمن الغذائي وتفشي المجاعة والأمراض والمجاري والمياه الملوثة. 
وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مطلع يوليو 2025م، من وضع كارثي غير مسبوق يتربص بأهالي القطاع.
وقال مدير البرنامج كارل سكاو الذي زار مدينة غزة مطلع الشهر الجاري "الوضع هو الأسوأ الذي رأيته في حياتي". الناس يتضوّرون جوعاً، بينما الطعام موجود على بُعد أمتار خلف الحدود". مشيراً إلى دول الجوار العربي.

تداعيات خطيرة تهدد كينونة أهالي قطاع غزة ناجمة عن حصار فرضه الكيان الإسرائيلي منذ 2 مارس 2025م، عقب انهيار المحادثات لتمديد وقف إطلاق النار الذي أبرم بداية العام 2025 واستمر ستة أسابيع. ومنعت إسرائيل دخول أي سلع إلى قطاع غزة حتى أواخر مايو 2025م حين بدأت بالسماح بدخول عدد قليل من الشاحنات.

أين موقع أطفال غزة من حقوق الإنسان؟!

بحسب وسائل إعلام عربية، نقلاً عن مختصين في القانون الدولي، لم يترك الاحتلال الإسرائيلي جريمة واحدة من الجرائم التي نصّ عليها النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدّولية بروما، ولا تلك التي نصّت عليها اتفاقيات جنيف الأربع، ولا أية جريمة أخرى نص عليها ميثاق أو عرف دولي قديم أو جديد، إلا وارتكبها. فقد مارس جرائم الإبادة الجماعية، والجرائم ضدّ الإنسانية، وجرائم الحرب، والتهجير القسري، واستهدف المستشفيات والمرافق الصّحية ودور العبادة، وقطع إمدادات الماء والكهرباء، وقصف المناطق التي أعلن هو نفسه بأنها "آمنة"، ناهيك عن استهداف الصحافيين وطواقم الإسعاف وشاحنات الإغاثة.

متسائلين: أين تبخرت الشعارات التي يتشدق بها الأوروبيون والأمريكيون عن حقوق الإنسان؟! 
لا يسع المحلّل القانوني إلا أن يُصاب بالإحباط من حالة الانتهاك الجسيم لمبادئ القانون الدولي الإنساني في قطاع غزة، أمام صمت المجتمع الدولي وعجز مؤسّساته عن ردع جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
إنه الإحباط الذي دفع مدير مكتب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى الاستقالة من منصبه، في سابقة كشفت زيف الخطاب الغربي عن حقوق الإنسان، وعرّت منظومته القانونية التي تُصاب بالعمى هنا وتُبصر هناك.
وفي مواجهة هذه الجرائم، تقف كل منظومة المجتمع الدولي، التي يزعم بأنه أسّسها على احترامِ حقوق الإنسان، عاجزةً أمام حرب إبادة جماعيةٍ يصفها الكيان المحتل وداعموه الأمريكان بأنها "حربٌ عادلة"، و"دفاعٌ مشروع عن النفس". ومع كل ضربة يوجهها جيش الاحتلال لقطاع غزة، تسقط قيم ومبادئ القانون الدولي الإنساني، ولن ينهي الاحتلال حربه الشعواء على غزة إلا وقد فقدت المنظومة الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان كل مصداقيتها وصارت بلا معنى.

جنوبيات يطالبن الضمير الإنساني برفع الحصار عن غزة:

في السياق، وبه نختم التقرير، طالبت ناشطات جنوبيات المجتمع الإقليمي والدولي، وكل من يمتلك ضميراً إنسانياً حياً ولديه القدرة على فعل شيء، أن يسارع بالتحرك لرفع الحصار عن أهالي قطاع غزة أو إيصال مساعدات إنسانية لهم، من غذاء ومياه صالحة للشرب وأدوية وحليب أطفال، وكل ما من شأنه أن يبقيهم على قيد الحياة. أو لديه القدرة على إيقاف آلة الموت الصهيونية فليفعل، 
لقول الله عز و جل: "مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً". الآية 32 من سورة المائدة.
وبحسب المفسرين، هذا تعبير رباني مبالغ فيه لتأكيد عظمة جريمة القتل بغير حق، وأنها توازي قتل جميع الناس.
ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً: هذا تعبير مبالغ فيه أيضاً، لتأكيد عظمة فعل إنقاذ النفس من الهلاك، وأنها توازي إحياء جميع الناس. 
فما بالك بـ 2 مليون أغلبهم أطفال ونساء أبرياء عزل مسالمين لا ذنب لهم، على وشك الهلاك في قطاع غزة.

مشاركة الخبر