الأحد 07 سبتمبر 2025 - 10:57 AM بتوقيت عدن

الحرب على المخدرات.. أرباب أسر يعملون بمضاعفة الأنشطة المجتمعية ومساندة جهود الأجهزة الأمنية

2025/09/06
الحرب على المخدرات.. أرباب أسر يعملون بمضاعفة الأنشطة المجتمعية ومساندة جهود الأجهزة الأمنية

شقائق / تقارير

 

في ظل تضاعف أعداد العاطلين عن العمل، وتسرب الكثيرين من المدارس، وهشاشة الوضع الأمني والاقتصادي، واتساع رقعة المؤامرات المحيطة، وتفاقم الضغوط النفسية والتوتر والقلق الناجمين عن الفقر الذي تعانيه أغلب الأسر الجنوبية، وما أفرزه من مشاكل أسرية، من طلاق الزوجين والتفكك الأسري وضياع وتشرد الأبناء، يضاف إليه وجود البيئة المناسبة لانحراف الشباب أهمها غياب الدولة والملل وكثرة أوقات الفراغ، إلى جانب وجود أصدقاء السوء الذين يملكون المال، وتوفر المخدرات (موضوع بحثنا) وسهولة الحصول عليها، 
وغيرها من جملة العوامل السلبية التي قضّت مضاجع أرباب الأسر الذين لا حول لهم ولا قوة، وباتوا يأملون في أهل الخير والمقتدرين والشخصيات المؤثرة في المجتمع لمضاعفة الأنشطة المجتمعية المساندة لجهود الأجهزة الأمنية في الحرب على المخدرات، مشيرين إلى أن الموقف خطير ويهدد أمن واستقرار الأسرة والمجتمع والدولة، ويفرض على الجميع ضرورة القيام بما يتوجب عليهم القيام به لحماية أبنائهم.

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن حوالي 271 مليون شخص، في جميع أنحاء العالم، قد استخدموا المخدرات على الأقل مرة واحدة خلال العام 2020. ومن بين هؤلاء، يُعتقد أن حوالي 36.3 مليون شخص يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات.
تختلف الاحصائيات حول استخدام المخدرات من بلد لآخر. ووفقًا لتقرير المخدرات العالمي لعام 2021، الصادر عن الأمم المتحدة، فإن أكثر الأمراض النفسية العالمية شيوعًا المرتبطة بالمخدرات بسبب تعاطي مادة الحشيش، حيث يبلغ عدد المستخدمين الحاليين نحو 192 مليون شخص، تليها الأمفيتامينات (42 مليون مستخدم حالياً)، والأفيونات (20 مليون مستخدم حالياً)، ثم تأتي مادة الشبو، والعديد من الأقراص المخدرة.

المخدرات هاجس يؤرق أرباب الأسر:

بحسب مختصين، تؤثر المخدرات بشكل كبير على الفرد والمجتمع بأكمله، وباتت تشكل هاجساً وتحدياً كبيراً يقضُّ مضاجع أرباب الأسر، خصوصًا في البلدان غير المستقرة أمنياً واقتصادياً، والتي تشهد صراعات سياسية ومسلحة مستمرة.

تعمل المخدرات على تغيير سلوك الفرد من حسن إلى سيئ، من خلال تأثيرها على وظائف الجهاز العصبي المركزي. كما تؤثر بشكل سلبي على عملية التفكير والتركيز والذاكرة، مما يؤدي إلى انخفاض الأداء العقلي والذهني. كذلك يعاني المدمنون من تشويش في الفهم وصعوبة في اتخاذ القرارات الصحيحة، كما يتعرضون للنسيان وفقدان الذاكرة، مما يعيق قدرتهم على القيام بالمهام اليومية بفاعلية.

من أبرز المخاطر النفسية لتعاطي المخدرات هي الإدمان النفسي والجسدي. ويؤدي التعاطي المتكرر للمخدرات إلى الاعتماد عليها، ليتحول التعاطي العادي إلى عادة ضارة، تستنزف الأفراد جسديًا ونفسيًا ومالياً. ومع تزايد عدد المدمنين يتزايد الطلب على المخدرات، مما يؤدي إلى زيادة الجرائم والعنف الأسري والمجتمعي.

أنشطة مجتمعية مساندة لجهود الأجهزة الأمنية:

أصبحت المخدرات سلاحاً فتاكاً بأيدي الأعداء، يستهدف تدمير المجتمع دون تمييز. لذا، يتعين على المجتمع مضاعفة الأنشطة المجتمعية المساندة لجهود الأجهزة الأمنية في الحرب عليها، وفق ما يأمل ويتطلع أرباب الأسر للحد من خطورتها، وللتخفيف من مخاوفهم على أبنائهم وأسرهم.
يتطلب الموقف جهوداً مشتركة، من السلطات والمؤسسات الصحية والمجتمع المدني، لتوعية الشباب بمخاطر المخدرات، وتقديم الدعم اللازم والعلاج للمدمنين.

يجب تعزيز الوعي والتثقيف حول المخاطر المحتملة لتعاطي المخدرات، عبر تنظيم حملات توعوية في المدارس والمساجد والأماكن العامة، واستخدام المنشورات والملصقات والفيديوهات التوعوية، لتوضيح المخاطر الصحية والاجتماعية لتعاطي المخدرات، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل ومحاضرات توعوية حول المخدرات وتأثيراتها الضارة على الفرد والمجتمع، كذلك يتوجب على وسائل الإعلام المختلفة الاضطلاع بدورها في هذا الجانب، بمضاعفة الخطاب التحذيري من تلك الآفة المدمرة.

كما يجب مكافحة تجار ومروجي المخدرات، من خلال الإبلاغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة، وتجنيد المواطنين ليصبحوا رديف الأجهزة الأمنية في الحرب على هذه الآفة الخطيرة، بالإضافة إلى توفير الدعم والمساندة لمراكز التوعية منها.

ختاماً..
الحرب على المخدرات واجب وطني وإنساني وأخلاقي مقدس، وليس من العدل والإنصاف ترك رجال الأجهزة الامنية يواجهون تلك الآفة ويدافعون عن أبنائنا لوحدهم، ونحن نشاهد ولا نحرك ساكناً، بل يجب تضافر الجهود وتفعيل جميع الأنشطة المجتمعية، والقيام بكل ما من شأنه أن يؤدي إلى مساندة رجال الأمن، حتى يتم الانتصار على تلك الآفة، ودرء مخاطرها عن أبنائنا وأسرنا ومجتمعنا ودولتنا.

مشاركة الخبر